دعا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة "اسرائيل" في قرار أمس إلى إنشاء صندوق لتعويض الفلسطينيين عن الخسائر التي لحقت بهم أثناء الهجوم الإسرائيلي على غزة منذ 14 شهراً، كما أصدر مساء أول من أمس ( 24-3-2010) ثلاثة قرارات تدين اسرائيل في شأن سياساتها في الأراضي الفلسطينية والسورية المحتلة، لكن الولايات المتحدة صوتت ضد جميع هذه القرارات.
وصوّت المجلس بغالبية 29 عضواً ومعارضة 6 أعضاء (أميركا و5 دول أوروبية) وامتناع 11 عضواً عن التصويت، على قرار اقترحته باكستان ويدعو "اسرائيل" إلى ضرورة تعويض الفلسطينيين في غزة عن الأضرار التي لحقت بهم خلال الحرب الاسرائيلية. ولم يدع القرار الفلسطينيين إلى القيام بتعويضات مشابهة "لإسرائيل". كما دعا القرار إلى تحقيق تجريه اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدى صحة استخدام اسرائيل للفسفور الأبيض خلال الحرب.
وانقسمت الدول الأوروبية إزاء هذا القرار الذي عارضته هنغاريا وإيطاليا وهولندا وسلوفاكيا، فيما امتنعت بلجيكا وفرنسا وبريطانيا عن التصويت. واعتبر "السفير الاسرائيلي اهارون ليشنو - يار" أن القرار متحيز وفيه تشهير ولا يخدم في التقريب بين الفلسطينيين و"اسرائيل".
وطالب قرار آخر يتعلق «بالإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان» من جانب القوات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، والذي أُقر بموافقة 31 واعتراض تسعة أعضاء وامتناع سبعة في المجلس المكون من 47 عضواً، بأن تنهي " اسرائيل" احتلالها للأراضي الفلسطينية التي احتلتها منذ عام 1967. كما طالب المجلس "اسرائيل" بأن توقف ما وصفه باستهداف المدنيين الفلسطينيين والتدمير المنظم لتراثهم الثقافي ووقف جميع العمليات العسكرية في أنحاء الأراضي الفلسطينية ورفع حصارها لغزة. واعترضت أميركا والإتحاد الأوروبي الذي يصوت أعضاؤه السبعة منفصلين لكنهم متحدين في الرأي عموماً، على القرار الذي قال الجانبان أنه غير متوازن.
ودعا قرار آخر "اسرائيل" إلى وقف بناء كل المستوطنات في الأراضي المحتلة والتحرك لإزالة الموجود منها الآن، وصدر بغالبية 45 صوتاً، اذ أيده الإتحاد الاوروبي، واعترضت عليه الولايات المتحدة فقط.
وأدان القرار الثالث "اسرائيل " في ما وصفه بالإنتهاك المنظم لحقوق سكان مرتفعات الجولان السورية المحتلة. وصوتت الولايات المتحدة ضد القرار، بينما امتنعت 15 دولة بينها أعضاء الإتحاد الأوروبي عن التصويت.
وقالت الولايات المتحدة التي تعتري علاقتها مع اسرائيل أزمة بسبب الإستيطان والقدس، لمجلس حقوق الإنسان، أن القرارت الثلاثة لن تفعل شيئاً يفيد السلام. وأضافت أن المجلس كثيراً ما يستخدم منصة ليخص "اسرائيل " بالإدانة بينما يتم تجاهل انتهاكات حقوق الانسان في الدول الاخرى.
وصوتت بريطانيا التي طردت ديبلوماسياً اسرائيلياً الثلثاء في نزاع يتعلق بجوازات سفر بريطانية تم تزويرها، لصالح القرار الخاص بالمستوطنات وضد القرار الخاص بحقوق الفلسطينيين، وامتنعت عن التصويت في القرار الخاص بمرتفعات الجولان السورية.
وتهيمن على المجلس كتلة دول نامية تتمتع منظمة المؤتمر الاسلامي بنفوذ قوي فيها، وتؤيدها الصين وروسيا وكوبا بصورة منتظمة.
المصدر: وكالات
2010-03-26